الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية في ذكرى رحيله الـ15: محطات من مسيرة الزعيم الحبيب بورقيبة

نشر في  06 أفريل 2015  (12:38)

ولد الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة يوم 3 أوت 1903 بمدينة المنستير من أسرة متوسطة. وتتوفر حياته على رصيد زاخر بالنضالات التي بدأت مناخاتها السياسية تتشكل منذ 5 أفريل 1922 عندما انخرط في الحزب الحر الدستوري ليبتدئ من ثمّة مسارا طويلا من النضال الفكري والميداني مهّد لميلاد الحزب الحر الدستوري التونسي الجديد وتأسيس جريدة يومية هي العمل التونسي.

تميزت نضالات الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بمنحى وطني عميق مؤمنا بسيادة تونس وحتمية تحريرها من نير الاستعمار. لذلك عمل داخل تونس وخارجها على التعريف بالقضية التونسية ومن ابرز محطات ذلك النضال تحوله الى القاهرة وفتح مكتب المغرب العربي وسفره الى نيويورك سنة 1945 حيث شرح القضية التونسية الى الرأي العام العالمي.

خاض الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة تجربة مريرة في سجون المستعمر ومنافيه لم تثنه عن مواصلة النضال من أجل نيل الاستقلال. ومنذ سنة 1949 أعاد تنظيم الحزب وأعد الشعب من جديد للكفاح قبل ان يتحول الى الخارج لمزيد التعريف بالقضية التونسية ليتوج هذا المسار النضالي الوطني الشامل بنيل الاستقلال يوم 20 مارس 1956. فانتخب الحبيب بورقيبة رئيسا للمجلس القومي التأسيسي يوم 8 أفريل وكلّف يوم 11 أفريل بتشكيل الحكومة التونسية.

كانت مسألة تحرير المرأة من أولى المسائل التي استأثرت باهتمام الزعيم الحبيب بورقيبة غداة الاستقلال . فتحقق هذا الرهان في مرحلة أولى بصدور مجلة الأحوال الشخصية التي برزت في صيغة قانون بتاريخ 13 أوت 1956. ليمضي من ثمة في تركيز أسس الدولة الحديثة بعد تخليص البلاد من رواسب الاستعمار وتحقيق الجلاء النهائي لآخر جندي فرنسي عن تراب الوطن.

وفي 25 جويلية 1957 قرر المجلس القومي التأسيسي بالاجماع بعد مداولات تاريخية انهاء النظام الملكي واعلان الجمهورية واصبح الحبيب بورقيبة اول رئيس للجمهورية التونسية. وفي غرة جوان 1959 امضى الزعيم بورقيبة نص الدستور الذي يقر سيادة الشعب في وطنه ويضمن حقوق المواطن وسلامة الدولة.

ولعل من اهم مظاهر بناء الدولة الحديثة بعد الاستقلال احتواء الولاء القبلي والجهوي وتعزيز الروح الوطنية وتحديث التعليم وتونسة الاجهزة الاعلامية والادارية وتغيير اسم الحزب الذي صار يسمى الحزب الاشتراكي الدستوري. لكن الدولة الحديثة شأنها شأن الحزب تعرضت لهزات قوية وتحديات جمة قادت البلاد والحزب الى حالة من الوهن والتردي وشارفت على السقوط في ظل عجز الزعيم الحبيب بورقيبة واستفحال شيخوخته.